×
المشاريع تكاد تغطي كل إمتداد الحياة و الإنسان ما إن ينتهي من مشروع إلا و يبدأ في مشروع أخر حتى يودع الدنيا و ما زالت مشاريعه قائمة وفي النفس الكثير من المشاريع التي يود أن يقوم بها و يحققها في حياته قبل مماته و القائمة مليئة بمشاريع أخرى في قائمة الإنتظار و التأجيل. لكن الأهم من كمية المشاريع المختلفة هو كيف تدار تلك المشاريع و كيف يهتم صاحب المشاريع بها و كيف يود أن تكون مخرجات تلك المشاريع.
يقدم علم إدارة المشروعات الكثير من التوجيهات وا لنصائح و الإرشادات التي تجعل من ممارسة إدارة المشاريع ممارسة جيدة و تجعل من النتائج التي يتم إنتاجها من خلال الإدارة المشروعاتية نتائج مقبولة من قبل العميل
أو المستلم لتلك النتائج و المنتجات و هذا يبدو لي انه الأهم في تلك المشاريع على الإطلاق :
- إدارة المشروع إدارة إحترافية بممارسات جيدة تحظى بقبول عالمي
- الخروج بنتائج أو منتجات يتقبلها العميل أو أي طرف معني بتلك النتائج أو المنتجات
و هذان الأساسان في كيفية إدارة المشاريع هو روح الموضوع لعدة أسباب منها :
- إدارة المشروع بالممارسات الجيدة في علوم إدارة المشاريع و فنون هذا العلم يضمن القيام بالأمر على وجهه الأكمل و الأصح
- الممارسة الجيدة في إدارة المشروع يعمل كدرع يحمي المشروع و أصحاب المصلحة فيه من المخاطر التي قد تتسبب في الفشل للوصول لنتائج المشروع المرجوة
- الممارسة الجيدة في إدارة المشروع يضمن لك التعرف الكامل على أصحاب المصلحة و حاجاتهم في المشروع و هذا يضمن سلاسة تسليم المنتجات و الحصول على رضى أصحاب المصلحة في المشروع و المنتج
- الخروج بمنتج أو خدمة أو نتيجة مطابقة لمتطلبات الجودة من كافة الأطراف و أصحاب المصلحة في المنتج و في المشروع
الكثير منا يغيب عن إدراكه أنه يقوم بإدارة مشاريع كثيرة في حياته لكن نقص الوعي بأنه يتعامل مع مشروع و يتعامل مع منتج ينتهي إليه ذلك المشروع يجعل من الأمور تتشابك و تتداخل حتى أنه يتعثر في إدارة المشروع و الوصول إلى المنتج المرغوب
و الكثير منا يظن أن المشاريع هي فقط البناء و العمران و التشييد لأن المصطلح في إطلاق المشروع ينصرف إلى تلك النوع من المشاريع في حالة الإطلاق و ذلك في الوعي المبني من سنين على تطبيق كلمة مشروع على البناء و التشييد. و مشاريع الإنشاء
و التشييد هي مشاريع لكن ليست هي وحدها المشاريع في الحياة
و الكثير منا يظن أن كلمة مشروع أيضا تنطبق على القيام بإنشاء عمل تجاري معين و هذا الصرف للمعنى أيضا له مخزون في الوعي المبني من سنين لصرف هذه الكلمة مشروع الى هذا النوع من الإنشاء و هو فعلا في مراحله إنشاء العمل التجاري حتى
الإنتهاء من عمليات الإنشاء و تسليم المخرجات لعمليات التشغيل و الصيانة و المتابعة يكون بذلك مشروعا لأن له بداية و نهاية و تسليم منتج. لكن هذا النوع ليس هو فقط المشروع في الحياة
خذ مثال ليتضح المقال مثلا إقامة حفل زواج أو تخرج مجموعة من الطلاب هي مشروع له بداية و له نهاية و يوجد في الأخير منتجا ونتيجة معينة و كذلك هناك أصحاب مصلحة في المشروع و في المنتج و قس على ذلك الكثير من الأعمال التي نقوم بها في
حياتنا دون العناية بها على أنها مشروعا و قد تفشل الكثير من المشاريع التي نقوم بإدارتها في حياتنا لأنه فقط غاب عنا الوعي للقيام بها على نحو من الممارسة الجيدة و الإهتمام بكل تفاصيلها التي وردت في كتاب الدليل المعرفي
لإدارة المشاريع الذي يجمع في طياته كل التقنيات و الأدوات و الأساليب و المنهجيات التي تساعدنا على إدارة المشروع إدارة ناجحة في كل جوانبه و الوصول إلى منتج مقبول لكافة أصحاب المصلحة في المشروع تخيل أننا
ندير مشاريع حياتنا و نحن على وعي كاف بالجوانب المختلفة للمشروع و هي :
1- للمشروع خمس عمليات تمتد به من بداية حياته و حتى الإنتهاء بتسليم المنتج أو النتيجة وهي :
عمليات البدء - عمليات التخطيط - عمليات التنفيذ - عمليات المراقبة و التحكم - عمليات الإغلاق و تسليم المنتج
2- للمشروع عشرة مناطق معرفية تتقاطع مع تلك العمليات الخمس و تشكل الكثير من التقاطعات الهامة و التي تشكل كل عمليات المشروع المختلفة من البداية و حتى النهاية و هي :
إدارة التكامل في المشروع - إدارة نطاق المشروع - إدارة الوقت في المشروع
إدارة التكلفة في المشروع - إدارة الجودة في المشروع - إدارة فريق العمل في المشروع
إدارة الإتصالات في المشروع - إدارة المخاطر في المشروع
إدارة المشتريات في المشروع - إدارة أصحاب المصلحة في المشروع
تخيل أننا ندير مشاريع حياتنا و نحن على علم بكافة هذه المعطيات و على الأقل الإلمام بها بصورة كلية و لو عن طرق الأسئلة العامة حول هذه النقاط في مشاريعنا الحياتية مثلا
كيف تريد أن تختار الوقت المناسب لإنطلاق مشروع حفل التخرج و ما التكاليف و ما الجودة التي تريد للحفل ان يتم بها و كذلك منتجات تلك الحفل و ما المخاطر التي يمكن أن تؤدي إلى فشل مشروعنا أو على الأقل أن يخرج
بمخرجات ناقصة تظل في النفس حيارات لو أننا فعلنا كذا لكان كذا. و لو طبقنا باقي الأسئلة على كل زوايا و مواضيع إدارة المشروع لكونت لنا الإجابات السابقة لإطلاق المشروع صورة واضحة و تكاد تكون تلامس الكمال
حسب الظروف المحيطة بالمشروع
عزيزي القارئ هل وصلنا إلى فهم مشترك بأننا نقوم فعلا بالكثير من المشاريع في حياتنا على نحو من غياب الوعي بأنها مشروع و ندفع الثمن بأن مشاريعنا تخرج بمخرجات على أقل تقدير ناقصة و تظل ملاحقة مدى الحياة
بآهات لو فعلنا كذا لكان كذا
متمنيا منكم المشاركة بتعليقاتكم على نفس الفكرة التي يدور حولها روح الموضوع و هو الحياة هي عبارة عن مشاريع مستمرة لا تتوقف